لقد كان القرآن الكريم ولا زال محورًا لدراسات متعددة وأساسًا لانطلاق كثير من العلوم العربية والإسلامية، ولسان العرب هو ذلك المعجم اللغوي المشهور الذي ألفه ابن منظور في القرن السابع الهجري لِحفْظِ أصول اللغة وضبط بنْيَتهَا، إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنة النبوية. ويتميز هذا المعجم باعتماده الكبير على القراءات القرآنية فيما يقدمه لنا من دلالات اللغة وقواعد النحو وبلاغة التعبير. وهذا البحث محاولة لإظهار قضية القراءات القرآنية وكيف ترد في لسان العرب كشاهد على جواز التعبير بأكثر من شكل، ومدى استفادة اللغة من تنوع القراءات وما تضيفه القراءة الثانية أو الثالثة أو حتى السابعة من معانٍ جديدة تسهم في إثراء الفكر وتزيد من خصوبة اللغة وثرائها.
وبعد: فأقول: إنَّ هذا البحث محاولة مخلصة لوضع لبنة في صرح المعرفة الإنسانية الشامخ فإن أكن قد وفقت فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن تكن الأخرى فحسبي صدق المحاولة والإخلاص لها والله من وراء القصد.