اكتسبت ليبيا أهمية كبيرة في استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية وعلى المستويات كافة ،اذ سعت الولايات المتحدة الامريكية من خلال علاقتها بليبيا الى تحقيق جملة من الاهداف السياسية والاقتصادية. وبناء على الاهمية التي تتمتع بها ليبيا فقد عمدت الولايات المتحدة الامريكية ومنذ زمن بعيد اي منذ العهد الملكي الى عقد اتفاقات وتحالفات مع ليبيا بل وحتى اقامة القواعد فيها.
وعلى الرغم من علاقات التحالف والتعاون التي ربطت كلا البلدين، الا ان تلك العلاقات سرعان ما شهدت نفورا كبيراً منذ ثورة الفاتح عام 1969م، بسبب السياسات التي تبنتها تلك الثورة ومنها التوجهات القومية في تحقيق الوحدة العربية، واجلاء القواعد البريطانية والامريكية، وتأميم شركات النفط عام 1973م .
ومما زاد العلاقة سوءاً محاولة الولايات المتحدة الامريكية وضع ليبيا ضمن الدول الراعية للإرهاب ولاسيما بعد احداث 11 ايلول 2001م، الا ان ليبيا استطاعت من ان تغير سلوكها الخارجي مع الولايات المتحدة الامريكية وابدت استعدادها للتعاون مع الاخيرة في مجال مكافحة الارهاب .
الا ان تلك العلاقات اخذت بالتدهور ولاسيما بعد احداث الربيع العربي وتدخل الولايات المتحدة الامريكية لإسقاط معمر القذافي. وفي الواقع، اننا لا نقلل من شأن طبيعة القذافي ونظامه التسلطي والذي دفعت الولايات المتحدة الامريكية للقضاء عليه ،ولكن ما قامت به الدعاية الامريكية وحلفاؤها وغيرهم ضد نظام القذافي وتصويره نظاما وحشيا ودكتاتوراً دموياً ومنتهكا لجميع اشكال حقوق الانسان لم يكن سوى حجة واهية للتخلص من الرئيس الليبي معمر القذافي.