یعتبر الأدب بحلاوته و مرارته و بطابعه الخیالي و الواقعي، روح الثقافة الانسانیة. لأنَّه یَهَبُ الجمال و الأخلاقیات و حبّ البشریة للحضارات الانسانیة. کان الأدب یسعی دوما لتطویر الثقافة الانسانیة و توجیهها نحوَ الکمال و الرقیّ و إبعادها عن الدناءة و الشرّ. بالتأکید علی التعددیة، یحاول الأدب الحدّ من العنف و الغطرسة و یتطلّع إلی أهداف سامیة کمنح الحبّ و السلام و الأمن للحیاة المادیة و الفوضویة البشریة حتی أن ینقذها من العبثیة و الابتذال. بالاستناد علی آراء ماتیو آرنولد حول الثقافة، تحاول هذه المقالة أن یدرس إسهامات الشاعرین الایرانیین الکلاسیکین و هما الرومي و السعدي، في تطویر الثقافة الانسانیة. و تحقیقا لهذا الغرض، تُدرس في بدایة المقالة آراء معارضي و مدافعي الأدب ثم یأتي الحدیث علی مفهوم الثقافة من منظار ماثیو آرنولد. بعد ذلک، یتمّ الترکیز علی أسلوب الرومي في التعبیر عن إعتقاده بالثقافة الانسانیة بمناصرة ثقافة التسامح و إدانة العصبیة و التطرّف في الدین. بالنهایة، توضّح المقالة آراء سعدي في الدفاع عن حقوق الفتیات قبل الزواج و السخریة من الرجال المسنین الأثریاء الذین یحاولون الزواج بهنّ.
