وفقًا لعلماء القرآن، فإن أبا إسحاق إبراهيم بن سيار بصري، المعروف باسم نَظّام ، المتکلم المعتزلة العظيم، هو أول من صاغ وطور نظرية الصرفۀ عن الجوانب الإعجازية للقرآن. إن التأمل والتركيز على سيرة نظّام بصري، فضلاً عن الظروف التاريخية والاجتماعية والجغرافية للبصرة، يفتحان فصلاً جديدًا في فهم العوامل الفاعلة في تكوين نظرية الصرفة. تؤكد نتائج البحث على تواصل نظّام مع الهندوس براهما، كما أن الوجود الواسع للهندوس في البصرة في القرن التاسع يعزز إمكانية استرجاع الطرفة من فكر نظّام، الهندي الموجود في كتاب الفیداء. إن لقاءه بالفلاسفة وظهور الفكر الفلسفي في منظوره اللاهوتي من جهة وهيمنة الفكر الفلسفي في البصرة، يوحي بأن نظرية الصرفة متأثرة بالفكر الفلسفي. علاوة على ذلك فإن مصادفة حياة نظام كداعية لخلق القرآن مع قدر كبير من التحديات لفكرة خلق القرآن، عززت تأثر النظرية الصرفة عن فكرة خلق القرآن.
