يُدرس النص من منطلق أنه بنية لغوية ومفهوم البنية يقتضي وجود علاقات متنوعة ومتداخلة بين عناصر النص وفقراته عن طريق وسائل لغوية عديدة تسمى أدوات الربط والنص وفقاً لذلك ليس تتابعاً عشوائياً للألفاظ إنما تحده مجموعة من القواعد والحدود تسمح لنا أن ندركه بوصفه كلاً مترابطاً بفعل العلاقات النحوية وكذلك باستعمال أساليب الإحالة والعائد المختلفة والروابط. والنص في ذاته هو أداة للتفاعل في سياق تخاطبي محدد تتحول هذهِ الأداة لاحقاً إلى موضوع للاشتغال والإبداع والتفكير وبهذا التحول يمتلك النص فاعلية أكثر قوة. إن الخطاب بصفة عامة ممارسة اجتماعية لا تنفصل فيه اللغة عن الموقف والخطاب القرآني منظومة اتصالية إبلاغية تنتج قيماً ذات أبعاد معرفية عديدة. ولقد استطاع القرآن الكريم ابتكار أساليب تواصلية فعالة تنوعت بحسب المقام والسياق الأمر الذي جعل للنص الشريف تأثيراً في نفوس المخاطبين.
