تشكل الكفاءات العملية مفتاح التنمية، اذا ما احسن استثمارها في اماكن مناسبة فهي محور (التجديد الحضاري)، والعراق لديه من الكفاءات العلمية التي اثبتت درجة مؤهلاتها وتفوقها في كل المحافل العلمية ، ولكن ما تشهده المنظومة الاجتماعية من حالات العنف بصورة مختلفة ادت الى ترك هذه الكفاءات المجتمع العلمي الأكاديمي العراقي وسبب التعطيل الإجباري لهم والخروج من سوق العمل اما بالقتل والاغتيال أو بالتهجير ، مما ترتب عليه خسارة صافي فرص النهوض التنموية واتساع الفجوة العلمية بين العراق والدول المتقدمة.
لذا فإن دراسة مشكلة عودة الكفاءات العلمية هي من المشاكل المهمة التي تواجه العراق اليوم، فلابد من دراسة هذه المشكلة من خلال أبعادها الاقتصادية والعلمية والسياسية والاجتماعية، وما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها وكذلك لابد من تحديد المشكلات الرئيسة التي تواجه عودة الكفاءات العلمية العراقية، وما هي الحلول والمقترحات الجذرية لهذه المشكلة، لذا تسعى هذه الدراسة لبناء استراتيجية المحافظة على هذه الكفاءات باتخاذ مجموعة من الاجراءات اللازمة وذلك للتعزيز من قدراتها العلمية والثقافية بمد الجسور بين الكفاءات العلمية المتواجدة في المؤسسات الاجتماعية والمقيمون في الخارج، ورسم سياسات اقتصادية واجتماعية وعلمية محفزة ومشجّعة لأصحاب الكفاءات العلمية والأدبية والفكرية والفنية للعودة لخدمة بلدهم باعتبار أن الإنسان أثمن رأسمال وإن البلاد التي لا تحترم علماءها ومبدعيها سيصيبها الموت البطيء والتخلف.