يهدف البحث الى تحليل واقع التوزيع المكاني للأنشطة الصناعية المتوسطة ، وتعرف على اهميتها على صعيد المحافظات العراقية وتحليل الانماط المكانية للتباين الاقليمي وخصائصه في التوطن الصناعي والتنوع فضلاً عن قياس وتحليل اثر عوامل الإنتاج على إنتاجية العمل فيها. تتمثل مشكلة البحث في وجود خللٍ في بنيان القطاع الصناعي العراقي لعدم وجود قطاع صناعيًّ متوسط الحجم يتناسق مع حجوم المشروعات الصناعية الصغيرة والصناعات الكبيرة داخل الهيكل الصناعي العراقي يعبر عنه في تدني اعداد المنشآت الصناعية المتوسطة, وكذلك في نسبة المشتغلين في من اجمالي عدد المشتغلين في القطاع الصناعي، وانخفاض مشاركتها في الناتج الصناعي المحلي الامر الذي كان له تداعياتٌ على مجمل القطاع الصناعي. توصل البحث الى وجود تباين في معدلات التوطن الصناعي في محافظات منطقة الدراسة ،وتوزيع نسبيًّ مكانيًّ غير متساويًّ في اعداد المنشآت الصناعية لفروع الانشطة، وفي الايدي العاملة التي توظفها، وتفاوت في درجة تنوع الانشطة الصناعي لكل محافظة ،اذ تتركز هذه الصناعات في بغداد، و ديالى والى حد ما في محافظتي كركوك والبصرة ،تُعدَّ أجور العاملين من اكثر عوامل الانتاج تأثيراً في انتاجية العمل. اوصت الدراسة بأن إن يتم تشجيع الاستثمار في المشاريع الصناعية المتوسطة، وتطوير هذا القطاع المهم سواء من خلال تذليل العقبات او مراقبة جودة الإنتاج، او زيادة القدرة الإنتاجية أو دعم قدرة هذه الصناعات على منافسة مثيلاتها الأجنبية ، التي تتطلب منتجاتها موادً اوليةً محلية ،استخدام تقانات التكنولوجيا لرفع كفاءة، وتحسين مستوى الإنتاج ونوعيته، والاستفادة من تجربة الأنشطة الاقتصادية المتوسطة المتوطنة صناعيا وإعمامها على المحافظات الأخرى ولاسيما في محافظي صلاح الدين وواسط .
