لقد حظيت الشخصیّات المتنوعة منها الدینیة والأسطوریة بأهمیّة بالغة لدی الكثیر من الشعراء المعاصرین حيث تواصل هؤلاء الشعراء بأشكالٍ مختلفة مع هذه الشخصیات التراثیّة باعتبارها مصدراً فنیاً يساهم بشكلٍ كبیر في إغناء القصیدة الشعریة وتخصیبها وتعمیق دلالاتها. استدعاء الشخصیات من أغنی المصادر الأدبیة التي یلجأ إلیها الشعراء لما تحمله من دلالات شتّی وطاقات إیحائیة. والشاعر الإماراتي محمد البریكي وظّف القصص القرآنیة وشخصیاتها في نصوصه لإثراء الدلالة ونقل المضمون إلی المتلقي. یهدف هذا البحث إلی دراسة الشخصیّة التراثیّة وفاعليتها الرمزية والدلالية في شعر البریكي، وطبيعة البحث تقتضي الاعتماد علی المنهج الوصفي – التحليلي للکشف عن رمزية الشخصيات التراثية وتبيين أنماطها ودلالاتها. هذه الشخصیات الرمزیة تحمل دلالة توافق تجربة الشاعر أو تقترب منها، وكان توظیف هذه الشخصیات في شعر البريكي تارة فنیاً حیث استلهم دلالات الشخصیات وإیحاءاتها وتارة سطحیاً دون إضفاء أي دلالة عصریة علی الشخصیّة.
