تروم هذه الدراسة إبراز كيفية استثمار رواية "سمرقند" للتاريخ بوصفه أداة جمالية تقدم معرفة مثقلة بروح التساؤل،عن وجود الإنسان وعن تاريخه،عن هوية الأنا وحوارها مع الآخر، وصراع الإيديولوجيات،خاصة أن هذه الرواية تحدث متفاعلات نصية تاريخية، تقدم الوقائع المترامية عبر الأزمنة القديمة في شكل مكون نصي تخييلي قابل للقراءة والتأويل ،حيث يسافر أمين معلوف من الحاضر إلى الماضي من أجل أن يفهم الحاضر وأن يحمل بعض قضايا العصر ليعلق عليها ويجيب عن ما بقي غامضا مدة من الزمن. ذلك أن حضــور التــاريخ فــي صــميم الــنص الروائــي، وعده مرجعيــة جماليــة تمــنح النصوص الإبداعية تسييرا بنيويا جديدا، ينبع من تقدير المادة التاريخيـة فـي حـد ذاتهـا والقـدرة علـى الإحسـاس بهـا، وتثمـين هـذا الإحسـاس الـذي يعـد مزيـة مـن المزايـا الإنسـانية.كما يروم بحثنا كذلك بيان كيف تمظهرت الصّراعات الدّينية في بلاد فارس خلال القرن الحادي عشرا انطلاقا من مختلف الشخصيات البارزة التي أدت دورًا أساسيًا ومهمًا في توضيح المجال الدّيني والأوضاع التي كانت سائدة في هذه الحقبة.