يكتسي النص الروائي في الغالب وظيفة جدلية مؤداها ( التعارض والتأييد أو القبول والرفض أو السلب و الإيجاب ..) بدءًا من افتتاحيته مرورًا بالمتن وما يضمه من تداخلات في الأزمنة وتحولات في الشخصيات ومفارقات في البناء وانتهاءً بتشابك الرؤى وتباين الحجج ، وهذا يتطلب التنقيب عن الصلات (العميقة / الغائبة ) في النص ، والبحث عن الدور الوظيفي في إكسابها للدلالات المتنوعة، مع تداخل الأزمنة وعرض البنى المتناقضة في زمانها والمتقاربة في أحداثها وتجسيد صراعاتها التي تكسو حيثيات النص ، وتنهض بمهمة التصوير والتكثيف معا، وهذا ماجسدته رِوَايةُ (أيها الغادي .. إلى أين؟ ) للكاتب الأردني يحيى حمدان ، لذا اتُخِذت أنموذجًا لهذا البحث ضمن مقاربة سيميائية يتأسس المهاد النظري عرضًا موجزًا لمصطلح السيميائية وبدايات النشأة والتطور، ثم جاء المهاد الإجرائي فرصد سيميائية العتبات ، ثم كان الحديث عن لعبة الزمن الذي درجت في قوالب معدَّة لها، وكانت الوقفة الأخيرة عند التحولات السردية وأثرها في القيمة التفاعلية والتواصلية بين الإنسان والمكان .