موضوع هذه الدراسة هو (نظرات متأنية في قراءة النص الشعري، قراءات أسلوبية نصيّة). وقد جاءت في مبحثين، مع مقدمة وخاتمة. فأما المبحث الأول فقد خصصته لدراسة الرؤيا الشعرية في قصيدة السياب –أغنية في شهر آب-، وفيه بسطت القول في أسلوبها، وأنساقها ومضمونها الفكري، وذكرتُ فيه أن هذه القصيدة هي أولى قصائد السياب التموزية في مضمونها وشكلها ورموزها، وفي طريقة تضمينها الأسطوري. وأنها تتضمن مجموعة من الرموز المتداخلة المتفاعلة المتحركة، التي أراد الشاعر من خلالها تصوير تفاهة الحياة في بيوت البرجوازيين، في مقابل ما يعانيه خدم هذه البيوت من الإرهاق والحرمان والتعسف، وأراد أن يقدّم نقداً لخواء الحياة الاجتماعية الحديثة القائمة على القهر والكبت  والاستغلال.  وأما المبحث الثاني فإنني خصصته لدراسة الرؤيا الشعرية في قصيدة (أمتي) لـ "عمر أبو ريشة"، فدرستها دراسة أسلوبية فنية؛ حيث وقفت على روائع لوحاتها وبدائع صورها، وما تضمنته من دلالات تعبيرية وجماليات فنية، وتجلى ذلك من خلال استعرض الشاعر لحال هذه الأمة، وما أقامه في القصيدة من مقارنات ومفارقات بين عز الأمس، وضعف اليوم، وبين علا أمجاد الماضي، وتدافع نكبات الحاضر.