تعد وشائج العلاقة بين جنسي المسرحية والشعر من اقدم وابرز الأمثلة على تجاوز الاشكال الأدبية حدودها التقليدية، كما أن لهذه العلاقة جذور موغلة في القدم منذ عصور الاغريق والرومان حيث تزاوج هذان الجنسان لينتجا إرثا مسرحيا شعريا غنيا. كما تتسم العلاقة بين الشعر والمسرح، فضلا عن العراقة والقدم، بكونها مستجيبة للحالة الظرفية والقدرة على التكيف مع المتغيرات الزمانية والمكانية والضرورات الحضارية. وتفترض الدراسة الحالية أن العلاقة المتينة ما بين الشعر والمسرحية تستند إلى، وتتأثر ببعض القوى أو المحفزات التي تؤثر على تقلباتها واتساعها أو انحسارها، وهي عادة ما ترتبط بالمتطلبات والاحتياجات الظرفية المؤقتة، نصية كانت أم سياقية، للخطاب الشعري. ولهذا الغرض، وبغية برهنة دقة هذه الافتراضات، تقتصر الدراسة على دراسة عينة ممثلة من المنجز الشعري الذي تركه شاعران بارزان في مجال الشعر الدرامي في العصر الحديث، هما الشاعر الامريكي كينيث كوك (1925- 2002)، والشاعر العربي العراقي يوسف الصائغ (1933-2006).