تركز الدراسة الحالية على عناصر النقد البيئي في مسرجة حكاية شتاء (1610- 1611) للمسرحي وليام شكسبير 1564-1616)، التي تعدّ مثالا بارزا على الكتابة الأدبية التي تعبّر عن وعي بيئي. وبعد تفحّص إسهامات شكسبير في فهم الطبيعة، يمكن القول إن الطبيعة واحدة من المفاهيم الأساسية لدى المؤلف المذكور. فقد كان مدركا جدا للعلاقة بين الطبيعة والانسان، وأهمية الطبيعة بوصفها موضوعا نفعيا وروحيا. لذا فإن مفهوم شكسبير للطبيعة تلوّنه نبرات إيجابية. وأبرز الكلمات التي استخدمها لوصف الطبيعة فهي "جيدة" و "جميلة". وبخلاف هاتين الكلمتين، يمكن للمرء أن يلاحظ قبح عالم البشر –"المروّع" الذي يسبب التغير المناخي، والنم السكاني، وتجريف الغابات، والممارسات التنموية المسيئة بايولوجيا أو احيائيا. إن مقاربة شكسبير الخلاقة للدراسات البيئية الحداثوية المبكرة قد اجازت الممارسات النقدية التي تفوق المعرفة الجيو- فيزيائية في عصره ، وهذا يقترح مقارنات وعلائق منتجة فيما يخص التحديات البيئية التي تواجهنا. ما برح النقاد البيئيون الحاليون يغتنمون هذه الفرص لمساعدة الناس على إعادة التفكير بالمخططات الاجتماعية والاقتصادية المدمرة من الناحية البيئية.