من خلال فصول البحث استعرض الباحث تاريخ الصراع بين الاستعمار ممثلا في شركة الهند الشرقية البريطانية من جهة وبين دولة المغول الاسلامية في الهند وافرازاتها من جهة أخرى ومن خلال استعراضنا للأحداث الطويلة بمكن استخلاص النتائج كما يلي:
اشتهرت الهند في أنحاء العالم كبلد يملك ثروات ضخمة وكنوز هائلة وينتج سلعا يحتاجها الأوربيون، مما دفع بالأطماع الأوربية نحو تلك لمناطق وبدأت شعوب أوربا تبحث عن طرق للوصول إلى الهند غير التي كانت معروفة برا وبحرا لأنها كانت تخضع لسيطرة المسلمين.
انفرد البرتغاليون لحوالي قرن من لزمن بالخطوط الملاحية العالمية المؤدية إلى الهند، ومن ثم احتكروا تجارة السلع الشرقية التي كانت تستوردها إلا أن اشاعات أخبار ثروت الهند الخيالة في أوربا شجع سائر الدول للقيام بمحاولات المغامرات من الاتصال التجاري إلى الهند وكسر لاحتكار البرتغالي.
كانت لشركة الهند الشرقية البريطانية مهمة منذ تأسيسها إلى جانب مهامها الأساسية في التجارة والكشف والاستعمار وتلك المهمة واضحة في البراءة الملكية التي تم بموجبها تأسيس الشركة، إذ تنص على عدم السماح لشركة بدخول في حرب مع أي أمير نصراني
كانت الشركات الاستعمارية الاحتكارية تعتقد بموجب التمتع بالنفوذ الكامل ودون منافس في البلاد التي تقيم فيها العلاقات التجارية ولم تكن هذه الشركات تعتبر التجارة الهندية مربحة.
إن الشركات الاوربية للهند الشرقية قد بدأت عملها في بدايات مجيئها إلى الهند بغاية الخضوع والتذلل والتملق للسلطات الامبراطورية المغولية في الهند وبهذه الطريقة تمكنت شركة الهند الشرقية البريطانية من أن تحصل على إذن بالتجارة وانشاء مركز لها في (سورات) على الساحل الغربي للدولة.
تبين امران هامان يميزان الصراع الاستعماري الاوربي للسيطرة على الهند وخيراتها في فترة ضعف الدولة المغولية وانهيار سلطتها في اقاليمها، الأول هو أن الصراع الاستعماري المسلح بين الشركتين الانكليزية والفرنسية كان يقع في الأراضي الهندية في حين كانت هذه الصراعات بين الشركات الاستعمارية قبل تلك الفترة خارج الأراضي التي كانت تخضع لسيادة مغولية والأمر الثاني الأهم أخذت تقع بمال الهند ورجالها بينما كانت الصراعات سابقا تقع على حساب الشركات المتنافسة ماديا وبشرا.
كانت شركة الهند الشرقية الانكليزية تطور نفسها لتواكب مسيرتها نحو مزيد من التوسع والفتح والاستعمار وكانت تجري على تنظيماتها تعديلات من وقت لآخر بإشراف البرلمان الانجليزي.
في الجانب الهندي كان كل شيء تقريبا يسير إلى الركود والاضمحلال فقد زالت الدولة المغولية من أقاليمها والإمارات التي خلفتها في تلك الاقاليم.
كان للاستعمار الانكليزي في شبه القارة الهندية أولويات التوسع وكان الانكليز يسيرون في هذا الاتجاه وفق خطة مدروسة هدفها السيطرة الكاملة على مختلف شؤون الهند وإماراتها وكياناتها بالتركيز للقضاء على الأخطر والإبقاء على الضعف