تندرج الدراسة ضمن الدراسات السكانية – البيئية التي تعالج مشكلة خصائص الموارد البشرية الريفية وإمكانية استثمارها بالشكل الأمثل لإحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية وسكانية في الريف عن طريق إقامة وتفعيل برامج تنموية مناسبة مع المعطيات الجغرافية الطبيعية والبشرية للمنطقة مستندين على القاعدة العلمية الاقتصادية أن تغيير وتطوير الإقليم الجغرافي يعتمد على تنمية الموارد البشرية ديموغرافياً وآيديولوجياً (فكرياً) واقتصادياً واجتماعياً، ولا بد أن تبدأ بالريف وسكانه للوصول إلى تنمية إقليمية شاملة.
استهدفت الدراسة سكان المناطق الريفية في محافظات إقليم كردستان العراق (أربيل، دهوك، السليمانية) إذ تعد من المناطق التي تتمتع بخصائص جغرافية طبيعية وبشرية بالإمكان تنمية الموارد البشرية فيها وعدها تجربة لتعميم نتائجها على باقي محافظات العراق.
اعتمدت الدراسة على نتائج الحصر والترقيم المنجزة في إطار التعداد العام للسكان والمساكن لسنة 2009 كونه أدق البيانات المستحصلة والمتضمنة إحصاءات سكانية عن الأسر والمساكن والمنشآت، وأيضاً اعتمدت تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الخاصة بسنة 2016 كآخر تقديرات متوفرة، كما تضمنت الدراسة بيانات سكانية منتقات من تقارير منظمات حكومية ودولية أبرزها منظمات الأمم المتحدة وغيرها. خرجت الدراسة بالعديد من النتائج منها ما يخص سكان منطقة الدراسة ومنها ما يخص الوضع الاقتصادي، من أبرزها (أن أساس ومنطلق التنمية الإقليمية هو تنمية الموارد البشرية الريفية، تمتلك محافظات الإقليم قاعدة جغرافية تمكن من النهوض بريفها، هناك خلل في حجم والتوزيع والتركيب النوعي لسكان الريف، وجود ضعف في إدارة وتهيئة وتنظيم الموارد البشرية).
فضلاً عن مقترحات حلول من شأنها إحداث تغييرات للسكان والمنطقة تتوافق مع فرضيات الدراسة، من أبرزها (ضرورة تنمية الموارد البشرية الريفية من خلال إعادة إدارتها وتنظيمها وتهيئتها لتحقيق التنمية وإحداث التغيير، إن بناء الاستراتيجية لا بد أن يكون شاملاً ومتكاملاً لإرتباط الظواهر الديموغرافية مع بعضها). ضمت الدراسة العديد من
الخرائط والجداول والأشكال البيانية التي وضحت الوضع الديموغرافي الريفي.