يعد التراث العمراني ثروة حضارية وثقافية تراكمت عبر العصور، وهو وعاء تجارب إنسانية ثرة ومتنوعة، إذ يمثل هوية الشعوب والأمم، ويجسد ثقافة الفرد، والمجتمع، والأمة، وهو المعبر الصادق عن الإنجازات الفكرية والثقافية والحضارية المحلية والأممية. والتراث العمراني منظومة تعكس قصة التطور الحضاري للإنسان في التأريخ، وتمثل الرمز المادي الذي يجسد تأريخ الأمم وتراثها. وللتراث العمراني أهمية تأريخية وحضارية وعلمية واجتماعية واقتصادية وفنية جمالية لذا توجب العناية به واستثماره في الجانب الاقتصادي، فهو رافد مهم في دعم السياحية الوطنية، ويشكل في كثير من دول العالم مصدرا مهما في الدخل القومي، فهو مورد مهم ذا جدوى اقتصادية في التركيز على السياحة الداخلية وتيسير السبل لتوطينها لتكون مصدر ثابت للمواطنين، كذلك يمكن للمواطنين والسياح زيارة هذه المعالم السياحية، وقد أصبحت تمثل عنصر جذب سياحي مهم لاستيعاب أموال المستثمرين لقيمتها الاقتصادية الفعلية، التي تنبع من ندرتها وأصالة مكونات عناصرها العمرانية، التي تقدم فرصاً كبيرة للربح الاقتصادي المباشر، في مجال السياحة الثقافية بإعادة استخدامها في وظائف جديدة; متاحف، ومكتبات وفنادق ومطاعم تعود بالمنافع الاقتصادية المتعددة. لقد أصبحت مناطق التراث العمراني الجاذبة في عالمنا الحالي مورداً اقتصادياً سياحياً مهماً، للاطلاع والترفيه والتنزه والاستجمام مما يؤسس لتنمية مستدامة تنعكس إيجابياً في منافع اقتصادية واجتماعية للمجتمعات المحلية وفي زيادة وتنوع مصادر الدخل الوطني. إذ تميزت مباني التراث العمراني بقدرتها على استيعاب بعض النشاطات التي فقدتها المدن الحديثة، فهي تشكل جزءً مكملاً للترفيه والتنزه في المدن الحديثة.