خلصت دراستنا هذه إلى عدة نتائج يأتي في مقدمتها التمثيل الدقيق والواسع للجوانب المتعلقة بحياة الانسان في اللغة الاكدية فما نكاد نختار جانباً معيناً من تلك الجوانب حتى نرى خلفه تمثيلاً وافياً يحاكي حياة الانسان ويجسد الحالة التي يراد التعبير عنها فتجد فعلاً واحداً يعبر عن حالة معينة تعبيراً دقيقاً لا نكاد نجده إلا في عدد محدود من اللغات الموجودة في الوقت الحاضر إذا ما استثنينا العربية . كما عكست لنا حالة التطور الكبير الذي وصلت له اللغة الاكدية في أزمنة مبكرة تبعد عنا آلاف السنين قياساً بغيرها من اللغات والتي تمثلت في التدرج المعنوي للفعل الواحد الذي تمثل في التنقل السلس بين المعانِ الحقيقية والمجازية والذي لا يتوفر في لغةٍ ما لم تكن قد قطعت شوطاً كبيراً من النضج اللغوي وشيوع تداولها بين عدد كبير من الشعوب القديمة مما ساهم في إثرائها بهذا العدد من الدلالات للفظ الواحد . فضلاً عن مسألة مهمة أخرى تتعلق بتنوع الافعال التي تعبر عن حالة معينة والتي لمسناها واضحةً في دراستنا هذه فذلك إن دلّ على شيء فإنما يدل على سعة انتشار اللغة الاكدية واستعمالها من قبل عدد كبير من الأقوام فكان لهم فيها أثر واضح سواء من خلال تغيير البنية الصوتية للفظ الواحد والتي غالباً ما يظهر صداها في الجانب المعنوي أومن خلال التنوع اللفظي لمعنىً معين .
Details
Publication Date
Sat Sep 15 2018
Volume
1
Issue Number
124
Choose Citation Style
Statistics
Abstract Views
319
Statistics