ان كل جيش في العالم مؤلف من عنصرين : عنصر مادي وعنصر معنوي
( روحي ) وقد اعطى قسم من القادة في العالم نسبة للعنصر المعنوي ( الروحي ) 75% ومن ضمنهم نابليون بونابرت و25% للعنصر المادي واخرون خالفوا هذا الرأي فاعطوا للجانب الروحي نسبة 50% وذلك لاختراع الاسلحة الحديثة المتطورة وبالرغم من ذلك بقي للجانب الروحي كفته.
ان تهذيب سلوك الافراد عن طريق غرس العقيدة الدينية هو اسلوب من اعظم الاساليب التربوية لان للدين سلطانا على القلوب والنفوس وتأثيرا على المشاعر والاحاسيس ، ولا يكاد يداني سلطانه وتأثيره اي شيء ولذلك كان للدين الاثر البالغ في رفع معنويات الجند .
ولقد نبهنا القرأن الكريم في كثير من الايات على عدم الخوض في المعركة الحربية قبل الاعداد الروحي ( المعنوي ) وترسيخ العقيدة في النفوس ، لان خوض معركة حربية بجنود قليلي العدد ، اصحاب عقيدة راسخة يكتب لهم النصر في كل زمان ومكان لانه لا يثبت في ساحة الوغى الا اصحاب العقيدة الراسخة فلا بد اذن من التأكد من الاعداد الروحي قبل الدخول في المعركة الحربية وافراز العناصر التي لا عقيدة لها لان النصر ليس بالكثرة الفارغة.
وفي هذا البحث سنستعرض المنهج النبوي في القيادة الناجحة ومقومات احراز النصر في بناء المؤسسة العسكرية.