إنّ للدراسات الاستشراقية في العصر الحديث أثرها البيّن في الدارسين للغة العربية من المختصين بدراستها في مختلف علومها، ومن بينها الدراسة النحوية؛ لما فيها من أفكار ودفعت الباحثين العرب إلى قراءة النحو العربي قراءة جديدة توافق بين المعطيات العلمية الحديثة من جهة، وتدافع عن التراث العربي من سهام آراء المستشرقين التي تهدف إلى تجريد الأمة من لغتها لغة القرآن الكريم.
وفي هذا البحث سنحاول رصد ثلاث اتجاهات مختلفة في دراسة النحو العربي، الاتجاه الأوّل يميل الى التعصب للقديم في آرائه ومثلت هذا الاتجاه الدكتورة خديجة الحديثي، والاتجاه الثاني تأثر بآراء المستشرقين ومثل هذا الاتجاه الدكتور ابراهيم السامرائي، والرأي الثالث مثله الدكتور علي أبو المكارم الذي خط لنفسه منهجا مختلفا في دراسة النحو العربي. وهؤلاء الثلاثة في اعتقادي يبينون مواقف الدرس النحوي الحديث من أثر الاستشراق.
وجاء هذا البحث في ثلاثة مطالب: الأوّل: موقفهم من المدارس النحوية، أمّا الثاني: فكان عن موقفهم
من اصول النحو العربي (القياس والسماع).، أمّا المطلب الثالث فكان عن تيسير النحو العربي عندهم.
ولعلّ اهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث أنّ الاستشراق لم يترك أثرا واضحا على الدكتورة خديجة الحديثي والدكتور علي أبو المكارم بخلاف الدكتور إبراهيم السامرائي.