إنَّ تاريخ الوزارة كما أشرنا إليه سابقاً يوضح لنا كيف كان للوزراء في أحيان كثيرة سطوة على الخلفاء وسيطرة على مقاليد الأمور في الدولة العباسية، فضلاً عن ذلك يتضح أن كثرة عدد الوزراء كان يؤثر سلباً في استقرار الأمور في أرجاء الخلافة.
كما يستنبط من النصوص أن منصب الوزارة كان يباع ويشترى وتبذل فيه الأموال وتتدخل فيه الشفاعات والوساطات من دون النظر في بعض الأحيان إلى الكفاية والقدرة على تدبير الأمور. كذلك نستطيع القول بانه في بعض الأحيان كان الأمراء يجمدون الوزارة ووظيفة الوزير، من ذلك ما فعله ابن رائق الذي قلده الخليفة الراضي امارة الجيش والخراج والاشراف على الدواوين، بل أمر أن يخطب له على جميع المنابر ويقول ابن الأثير: إنَّه منذ ذلك الوقت 324هـ/ 945م بطلت الدواوين فلم يكن الوزير ينظر في شيء، وإنما كان ابن رائق وكاتبه ينظران في جميع الأمور .
وفي عام 334هـ- 946م تنتهي الوزارة وتبطل رسمياً ويقوم الكتاب مقامها، وذلك بعد أن دخل البويهيون بغداد، وسيطروا على زمام الأمور.