Preferred Language
Articles
/
aladabj-856
الباعة المتجولون وتأثيرهم على صورة المهاجرين السوريون للولايات المتحدة الأمريكية
...Show More Authors

هاجر الآلاف من السوريون لاسيما من المسيحيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وشكلوا مجتمعاً عربياً صغيراً في الولايات التي سكنوها ( لاسيما في نيويورك إذ أسسوا ما عرف تاريخيا بسوريا الصغرى) وقد كان لأولئك المهاجرين سمعة طيبة في الولايات المتحدة الأمريكية فهم لم يكونوا مجرمين ولم يقوموا بتأليف عصابات مختصة بالسرقة أو بالقتل، ولم تشهد محاكم الولايات المتحدة الأمريكية جرائم فعلها السوريون سواء أكانت جرائم قتل أو سرقة أو اعتداء على النساء. كما لم يشتهر أو يعرف عن السوريون حبهم للخمر فلم يكونوا يشربون لحد السكر وبالتالي لم تكن لهم مشكلات مع المجتمع الأمريكي أو القوانين الأمريكية إلا فيما يتعلق بعدم معرفة الكثير منهم للغة الإنكليزية اذ حدثت بعض الحوادث الناجمة عن سوء فهم السوريون للغة الإنكليزية فقد كانوا قوما مسالمين يحاولون كسب عيشيهم بما يتناسب مع قوانين الولايات المتحدة الأمريكية. كما أنهم لم يكونوا يعملون بالأجرة (عمال بالفعلة) ولم يزاحموا المواطنين الأمريكيين في أعمالهم.

لكن السمعة الطيبة للمهاجرين السوريون أصبحت مهددة بشكل كبير بسبب عمل الكثير منهم كباعة متجولين انتشروا في جميع الولايات ، و امتازوا برداءة ملابسهم واستعطافهم للناس لاسيما أنهم كانوا يطرقون الأبواب ويلحون على أصحاب البيوت لشراء الحاجات التي كانوا يحملونها في صناديقهم، مما شكل ردة فعل للأمريكيين وجعلوهم ينظرون للمهاجر السوري على أنه متسول قذر. وقد استغلت الصحافة الأمريكية هذا الأمر وجعلته بابا للسخرية من المهاجرين السوريون ومن ثم أضحت سمعة المهاجرين السوريون في الحضيض . أحاول في هذا البحث التركيز على أعمال السوريون في التجارة لاسيما تجارة المفرد وسبب انتشارها في الولايات وكيف عمل السوريون كباعة متجولين وما هي الأسباب التي دفعتهم للاستمرار بهذا العمل لسنوات عدة رغم تأثيره الكبير على سمعتهم وقلل من احترامهم وهيبتهم بين باقي المهاجرين من البلدان  الأخرى.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF