تُمثِّل الأصوات اللُّغوية الجانب العلمي للُّغة، وتُقدِّم طريق الاتصال المشترك بين الإنسان وأخيه الإنسان، وتَرَتَّبَ على هذا الاتصال اهتمام العلماء بدراسة العلوم اللغوية وفي مقدمتها الجانب الصوتي منذ القِدَم. ولا بُدَّ لدارسي علوم العربية من معرفة لغات الأُمم السامية وخصائصها القديمة وتاريخها؛ لأنَّ هذه الدراية تُثري الدرس اللُّغوي بفوائد عدَّة. والغاية المتوخاة من هذا البحث: تسليط الضوء على ظاهرتي المُماثَلة والمُخالَفة في هذه اللُّغات لأهميَّتهما في الدرس الصوتي، فالمماثلة انسجامٌ صوتيٌّ بين أصوات اللُّغة – في الكلمة- تتشابه في المخرَج والصفة. أمَّا المخالفة فهي ضربٌ من إبدال الحروف بين صوتين متماثلين كلّ المماثلة، إذ ينقلب أحدهما إلى صوتٍ آخر كي تتمّ المخالفة بين الصوتين.