لقد كانت بريطانيا أقوى دولة في العالم خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بداية القرن العشرين، فهي لها دوراً مالياً وصناعياً وتجارياً وبحرياً عالمياً، والامتداد الواسع للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ساعد كثيراً في تدعيم قوتها، وبسبب الاقتصاد المتعثر، والحربين العالميتين، وفقدان الإمبراطورية بعد العام 1945 للكثير من مقاطعاتها ساهم في تضاؤل قوتها. وبعد ذلك العام خفضّت بريطانيا من التزاماتها بشكل منتظم في الخارج، بعد أن أصبحت أغلب المستعمرات مستقلة. كما وقلّصت من تدخلاتها في الشرق الأوسط مع أزمة قناة السويس في العام 1956 التي أنهت دور بريطانيا كقوة عظمى. ومع ذلك فإن هذا لم يمنع بريطانيا من إقامة علاقات عسكرية وثيقة مع الولايات المتحدة، ومع فرنسا وألمانيا، في حلف شمال الأطلسي بعد سنوات من المفاوضات، وانضمت بريطانيا إلى السوق المشتركة في سنة 1973، الذي أصبح الآن الاتحاد الأوروبي، علما أن بريطانيا لم تَنضَم مالياً إلى الاتحاد الأوروبي، واحتفظت بالعملة وهي الجنيه الإسترليني، وأُبقي الجنيه منفصلا عن اليورو، والذي أبقاها محمية جزئياً عن الأزمة المالية للاتحاد الأوروبي في سنة 2011،"ومع ذلك لا تزال المملكة المتحدة قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وعضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي، وكذلك في كل من منظمة التعاون والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية، ومجلس أوروبا، ومنظمة الأمن والتعاون، وكذلك في مجموعة الدول السبع، ومجموعة الدول الثماني، ومجموعة الدول العشرين، وهي أيضاً رئيس دول الكومنولث، الذي هو إرث الإمبراطورية البريطانية".