یتلقّی كلّ أديب عادةً عناصر فكره وإحساسه من البلاد التي عاشها بكل ما فيها من الأفراح والأحزان. نشأ الشاعر العراقي المقاوم يحيی السماوي في أحضان البيئة العراقية وأدرك ظروفها السياسية والأمنية المتأزمة والمريرة عن كثب فجاء شعره شعراً وطنياً خالصاً يحثّ أبناء شعبه للنهوض والثورة أمام النظام الصدامي قبل 2003م وضدّ المحتل الأجنبي بعده. هذا المقال يدرس حبّ الوطن وصورته ورموزه في شعر السماوي معتمداً علی المنهج الوصفي التحليلي. يشير نتائج البحث أنّ البيئة العراقية هي الباعثة الأولی لشعر الشاعر الحركي السياسي حيث تتمتع أشعاره الوطنية بصدق العاطفة ويصيح فيها من تلافيف صدره لينعكس في شعره وطنه العراقي وقضاياه وآلام شعبه وآمالهم ومشاكلهم، لذلك في شعره الكثير من الرموز العراقية التي يعبّر من خلالها المؤامرات السياسية التي تحيكها لبلاده أيادي المستبد الداخلي والمستعمر الأجنبي كما يكثر من استخدام الرموز العراقية خاصة النخيل والمدن العراقية الشهيرة مثل العاصمة بغداد وغيرها، وأنهار دجلة والفرات، وكبار الشخصيات التراثية لاسيّما الإمام الحسين (عليه السلام) رمز الثورة ضدّ الطغاة عنده. رغم تجسيد إزدواجية في شعره بسبب حبّه وحنينه إلی الوطن والتشرد والقطون في دول النفي والاغتراب لكنها لا تترك أثراً سلبياً في صدق عاطفته تجاه الوطن.