Preferred Language
Articles
/
aladabj-782
الممارسات الطبية في مصر: عهد المملكة القديمة (3200- 2270ق.م) انموذجا
...Show More Authors

لا يختلف اثنان على ان الطب من أول المعارف التي مارسها الانسان من دون علم منه وبدافع الغريزة منذ اوائل مراحل تاريخه القديم، وكان لسعيه المستمر في البحث عن كل ما يحفظ له صحته وسلامته دوراً في التوصل الى معرفة بعض العلاجات النافعة من خلال الصدفة وتكرار التجربة حيناً، ومن خلال ملاحظة ومحاكاة ما تفعله الحيوانات حيناً أخر، وما ان ظهر الدين في عقيدته حتى صار يعتقد ان الأمراض المرئية سببها غضب الإلهة، وان هذه إذا ما استرضيت بالصلوات والقرابين فإنها تشفي المريض وتمُن عليه بالعافية، أي ان الطب تداخل مع الدين، فصار من اختصاص الكاهن ممارسة نوع من الطب هو الطب الروحاني، ومع مرور الزمن تطور فكر الانسان واتسع خياله فارجع سبب أصابته بالمرض لاسيما الصعبة  الشفاء الى فعل الارواح الشريرة والشياطين التي لها القدرة على اختراق جسده ، فاخذ يلتمس العلاج عند الساحر الذي اخذ على عاتقه ممارسة الطب من خلال القيام بنوع من الحيل وقراءة بعض العزائم والتعاويذ وحمل بعض الخرز والتمائم ، بقصد إخافة الأرواح الشريرة المسببة للمرض ومن ثم خروجها من جسم المريض، أي ممارسة نوع من الطب نسميه في الوقت الحاضر الطب الوقائي.

 الا انه وعلى الرغم من هذا الخلط الواضح بين الطب والدين والسحر فان الطب في مصر القديمة لم يتطور مطلقاً عن السحر، فالممارسات الطبية ظهرت فيها منذ أقدم الأزمنة مستقلة ومنفصلة عن الممارسات السحرية ، بل انه في عهد المملكة القديمة بلغ درجة من التقدم وان الأطباء المصريين حظوا بشهرة واسعة في الخارج ، وانَّ أطباء الاغريق كانوا من تلاميذ المدرسة الطبية المصرية.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF