تعد مشكلة الانتحار من المشكلات الاجتماعية التي كانت ولا تزال تلازم المجتمعـات البشرية باختلاف أجناسها وأعراقها، كما تعد من المشكلات الخطيرة التي تهدد المجتمع وتماسكه لأنها تؤدي إلى فقدانه لبعض أعضائه، كما أنها تعد وفي كثير من الأحيان مؤشراً على تفكك المجتمع وتمثل فشلاً فردياً وجماعياً في التكيف مع المعايير والقيم والضوابط الاجتماعية، وانفصال الفرد عن جماعته وعدم تقبله للنظام الاجتماعي.
بدأت مشكلة الانتحار في قضاء الكحلاء الذي نحن بصدده مع موسم الربيع من سنة 2012 وتصاعدت، حتى وصلت مع نهاية السنة إلى نهايتها مسجلة (11) حالة في مختلف مناطق القضاء، وجاءت هذه الدراسة لتكشف عن هذه الحالات الانتحارية من خلال استخدام منهج دراسة الحالة للتعرف على الأسباب الحقيقية لها وللتصدي لمحولات قادمة، أو على الأقل الوصول إلى تعميمات ونتائج مع توصيات بشأنها. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كانت أبرزها:
- أن حالات الانتحار في الكحلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعدها ظاهرة (بالمعنى الدقيق للكلمة) بل هي حالات خاصة قليلة قياساً مع حجم سكان القضاء.
- ان حالات الانتحار تكشف وبشكل واضح عن وجود خلل في المنظومات (القيمية والدينية والاجتماعية) المحيطة بالأفراد.
- أن (معظم/ أغلبية) حالات الانتحار سواء للنساء أم الرجال كانت لأشخاص أميين أو منخفضي التعليم.
- ان كل الحالات التي تم التعاطي معها هي حالات لانتحار لدى الشباب أو المراهقين.