كان المجتمع اليهودي في العراق من اكبر المجتمعات اليهودية العربية واعرقها. وقدر عددهم قبل عمليات التهجير بحوالي 150 ألف فرد، توزع معظمهم في المدن الكبرى مثل بغداد والموصل واربيل والبصرة وغيرها، كان بعض يهود بغداد من اغنى اغنياء اليهود في العالم من صيارفة وتجار دوليين. وقد عاش اليهود زمن السيطرة العثمانية في العراق، وأتيحت الفرصة لهم وللطوائف جميعها في المشاركة في الحركة الوطنية والقومية، وشاركوا اخوانهم العرب جنبا إلى جنب في خدمة العراق، وذلك بإنشاء المدارس والقيام بالأعمال التجارية والمصرفية وغيرها.                                                      

ظهر منهم نواب وممثلون في البرلمان العراقي وتسلموا مناصب كبيرة في وزارات الدولة العراقية في زمن الحكم الملكي في العراق، ولم يكن تراجع الوضع الاقتصادي ليهود العراق بعد الاستقلال حائلا دون انخراطهم في الحركة الوطنية.                                                                                 

لم يغفل الدستور العراقي حقوق هذه الشريحة المهمة من الشعب العراقي، إذ نص أول دستور للحكومة العراقية عام 1925 على مبدأ الحقوق الكاملة في المواطنة . كما نصت المادة السادسة من الدستور على أنَّ للطوائف المختلفة الحق في تأسيس مدارس لتعليم أفرادها بلغتها الخاصة، على أنَّ تتوافق مع المناهج العامة للعراق . وكان لليهود  نواب في البرلمان العراقي لعام 1946 ستة نواب، أسوة بالطائفة المسيحية ولكن الغي تمثيلهم عام 1952 بعد الهجرة الجماعية إلى فلسطين .