تنماز العربيّة بأنها منظومة لسانيّة متماسكة، وكغيرها من اللغات يتضامّ فيها كلّ عنصر من عناصرها إلى عنصر آخر يكمّل المعنى الجمليّ حقيقة أو مجازًا، وهذا ما يسمّى التلازمَ؛ إذ تتّحد كلمتان أو أكثر اتحادًا وظيفيّا، فتغدوان كالكلمة الواحدة في موقعها في التركيب الجمليّ، كعلاقة الإسناد التي في الجملتين: الاسمية والفعلية، وعلاقة الصفة بالموصوف، والمضاف بالمضاف إليه، واقتران الجملة الشرطية بالأداة وبفعل الشرط وجوابه، والتعريف والتنكير، والمطابقة، والجار والمجرور، والمفعول به بالفعل إن كان متعدّيًا، بصرف النظر عن تعديته إلى مفعول به واحد أو أكثر، وكعلاقة التلازم بين بعض الأفعال وحروف المعاني، ولذلك فإن هذا البحث يسعى إلى الكشف عن هذه المنظومة النحوية، وإيضاح عمل النحاة في المباحث النحوية، واشتراطهم لها شروطا محددة يمتنع الخروج عنها تارة ويجوز الخروج عنها تارة أخرى، وكذلك بيان أهمّ العناصر المتلازمة في باب النحو العربيّ، وقد استعان البحث بالمنهج الوصفي التحليلي في بيان أهمية التلازم النحوي في الفكر النحوي، وأبان عن نتائج مهمة تتمثل في أنّ النحوَ العربي قائم على نظام الأزواج الثنائية بين العناصر، كما أنّ هذا التقسيم مفيدٌ لواضعي المناهج التعليمية والمعلمين، وأكّد البحث بضرورة أن يستعين الخبراء اللغويون وأساتذة المناهج بظاهرة التلازم كونها ماثلة في الفكر النحوي منذ مبتدئه حتى العصر الحالي.