من عجائب الخلق الإلهي وأسراره تنوع الألوان والأشكال والأجناس، ويظهر هذا التباين في ألوان الكون والطبيعة إلى تباين كلّ خلق من المخلوقات، وقد انعكست هذه المظاهر التي كان لها الحضور الواسع والمهيمن ، فضلاً عن المصادر الأخر التي تمثلت بالمرأة والخمرة والشّيب والحروب وأدواتها على مخيلة فتيان الشاغوري الشعرية ، فأنتج أروع الصور الشعرية اللونية، وقد أظهر الشاعر هذه الألوان في جماليات مثارة عبر الرمز والإيحاء دلالةً على معاني متعددة تؤدي إلى تداعيات لونية تكثيفية ترسم معانٍ جميلة ، وفي صور هذا التكثيف يجدها القارئ مرةً توافق ما هو متعارف في حياة الناس ، وأخرى يذكرها الشاعر في مفارقات فنية جميلة غير معهودة دلالاتها إلا من خلال صورة مكثّفة يكون اللون النقطة الأساس فيها ، وتمتد عنهُ ايحاءات دلالية فنية متنوعة، بالإضافة إلى ذلك كانت الأساليب البلاغية تتعاضد مجتمعةً في تشكيل هذه الصور، ولاسيّما التشبيه والجناس والكناية والاستعارة ولاسيّما الاستعارة المكنية ، وما أضفتهُ من رؤى تشخيصية وتجسيمية كان لها أثر واضح في صورهِ .