Preferred Language
Articles
/
aladabj-662
مدى تمكن البخاري من التوفيق بين أصول علمي التاريخ والحديث في كتابه التاريخ الكبير
...Show More Authors

يتناول هذا البحث موضوعاً دقيقاً أرى أنه حري بالبحث؛ ذلك أنه يركز على مدى تمكن محمد بن إسماعيل البخاري من التوفيق بين أصول علمي التاريخ والحديث في كتابه التاريخ الكبير ، وطبيعة الاصطلاحات الحديثية التي اعتمدها في هذا الكتاب، ومنها مثلاً أنه اعتاد أن يُضَمِنَ كل ترجمة وحين يبين فيها سيرة شخص ما فإنه يورد إسناداً واحداً يشير من خلاله أو من خلال المتن لصاحب الترجمة التي يريد التطرق إليها، فقد يورد إسناداً واحداً وهو الغالب، ويلجأ أحياناً لمجموعة من الأسانيد، وقد يُكثِر منها لتبلغ العشرة وهذا قليل في كتابه؛ ذلك أن البخاري له من كل هذه الأساليب الحديثية غاية ومقصد: منها ما يخص صاحب الترجمة، ومنها المتعلق برجال السند، وبعضها خاص بالمتن، أو بألفاظ التحمل وطريقته وغير ذلك من المقاصد.

كما أن البخاري كان ناقداً للروايات التاريخية ومن ينقلها في معظم الحالات، فنجده أحياناً يقول " إسناده ليس بالقائم" ويقول " إسناده ليس بالقوي" أو " في إسناده شيء" ، وقد يتبين له الشك في صحة سماع الرواية أو عدم اللقيا بين الشيخ والتلميذ فيقول مثلاً: " ولا أراه حفظه لأن رقية ماتت أيام بدر وأبو هريرة جاء بعد أيام خيبر"، وأحياناً يقول " لا أدري سمع من أبي الزناد أم لا"وغيرها من الدلالات التي تبين أن البخاري كمحدث حرص على إضافة الشيء الكثير لعلم التاريخ عبر عملية النقد والتقويم وتحليل محتوى ومضمون النصوص ونقد الأسانيد.

ويهدف هذا البحث كذلك إلى إيضاح منهج البخاري في إيراده للمتون التي نقلها في كتابه التاريخ الكبير فمرة يأتي بالمتن بنصه وأخرى مقطعاً، وأحياناً يورد طرفاً منه وفي أخرى يكرره في ترجمة أخرى بالسند نفسه أو بسند آخر أو أنه يورد أسانيد عديدة ويكتفي بالقول:( بهذا، بمعناه، نحوه، بطوله، .. )  .

كما أن البخاري استخدم جملة من الألفاظ الخاصة بالتعديل والتوثيق عند إيراده لتراجم الأشخاص، منها قوله : ( ثقة، معروف الحديث، صدوق) .

كما سنوضح منهجه في التجريح فقد أكثر منها وقد بلغت ثلاثة وخمسون لفظة ( 53 )، ومما يميز منهج البخاري في الجرح والتعديل عدم الحدة في الألفاظ المستخدمة، كقوله: ( فيه نظر ، تركوه، ليس بقوي ، ليّن، طرح الناس حديثه، ليس بذلك، ليس بشيء ، ضعيف ، متروك ، منكر الحديث ، سكتوا عنه) ونحوها من الألفاظ غير الحادة التي توضح أن في الراوي ضعفاً، هذا ولم ترد لفظة كذاب في كتاب التاريخ الكبير سوى في مكان واحد.

فيتبين مما تقدم وغيره إننا نهدف من خلال البحث لإبراز علاقة علوم الحديث بعلم التاريخ مستنيرين بكتاب التاريخ الكبير البخاري، مبرزين منهجه واستخدامات علوم ومصطلح الحديث في هذا االكتاب.

هذا ويقوم البحث على المحاور التالية:

المبحث الأول : عقلية المحدث في التعامل مع الرواية التاريخية:

المطلب الأول: كيفية تعامل البخاري مع الأسانيد والمتون.

المطلب الثاني: منهجه في الجرح والتعديل.

المبحث الثاني: طريقته كمؤرخ متعدد الأساليب:

المطلب الأول: منهجيته في توظيف علوم الحديث في الكتابة التاريخية.

المطلب الثاني: طريقته في الترجمة للرواة.

 

الكلمات المفتاحية : ( المنهج ، الرواية ، التراجم ، المؤرخ ).

 

 

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF