Preferred Language
Articles
/
aladabj-658
الطقوس الجنائزية عند المغول من خلال الرحلات البابوية: رحلة القس جون دي بلانو كاربيني (1245-1247م) أنموذجا ً
...Show More Authors

إنَّ  طقوس وممارسات القبائل الرعوية –    التي كانت  تشاطر بعضها البعض حياة واحدة ومناخا واحد وتجمع بينها وشائج الدم والعرق حتى اجمع الرحالة  في مختلف العصور  على وصفهم وصفا مماثلا  –  في التعامل مع الموتى  ضلت  مجهولة للعالم في العصور الوسطى إلا ما ندر ، وان ما لدينا من معلومات هي مستقاة من مذكرات بعض الرحالة المسيحيين الذين وطأت أقدامهم ارض المغول – لأسباب دينية وسياسية – بعد أن علا شأن المغول  وخروجهم من بؤرتهم – منغوليا – وسيطرتهم عل أراضي شاسعة – إسلامية ومسيحية -  منذ  بداية القرن 13 م / 7 هـ نتيجة  لتضافر جهود البعثات المسيحية – النسطورية و اللاتينية – .

إنَّ الغرب الأوربي لم يتعرف على حقيقة شعوب آسيا الوسطى ولم يبدأ في فحص مضامينها الثقافية فحصا عميقا إلا عن طريق الرحلات البابوية - أمثال  رحلة القس  جون بلانو كاربيني  - التي تركت  وصفا قيما لرحلاتهم وللأوضاع التي كانت سائدة في المجتمع المغولي عامة والبلاط خاصة وان كانت معلومات بعض أولئك الرحالة لا يعول عليها تاريخيا وذلك  لأنَّ طابع الخرافة والأسطورة هي الغالبة عليها ، وذلك  وفقا لثقافته – الرحالة - وتحليله لما شاهده أو تفسيره لسلوكيات ا لتي رآها أو سمعها في رحلته.

أسهمت  تلك الرحلات في تفسير سلوكيات القبائل المغولية وطقوسها من خلال وصف معتقداتهم وتصوراتهم لطبيعة القوى المؤثرة في نفوسهم ونظرتهم للحياة  والموت فضلاً عن  مسح خصائص تلك الشعوب من ثقافات وعادات وتقاليد والمطعم والمشرب والملبس والمعاملات اليومية والممارسات الدينية، لذا  حفظت لنا   الطقوس التي كان يؤديها المغول قبل  الموت وبعده  وبذلك كانت مادة دسمة للباحثين المتحرين عن الأوضاع الاجتماعية لشعوب تلك الأصقاع المجهولة في العصور الوسطى   .

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF