يعد موضوع الأبوة من الموضوعات التي تتكرر في الأدب إذ حفز الكثير من الشعراء و الروائيين و الكُتاب المسرحيين الى الكتابة عن هذا الموضوع ففي الحين الذي كتب فيه بعض الشعراء مراثٍ عن آباءهم الغائبين، كتب البعض الأخر روايات و مسرحيات كان فيها الأب الغائب سببا في الصعوبات التي واجهها الشخصيات في هذه الأعمال، بالإضافة ثمة أعمال أدبية لروائيين و مسرحيات يلعب فيها الآباء دور قوة ملهمة توجه أولادهم. يؤثر الآباء على أولادهم سواءً كانوا حاضرين أم غائبين و قد يكون تأثيرهم ايجابياً أو سلبياً على العائلة بشكل خاص و المجتمع بشكل عام.
في بعض الأعمال الروائية ، تمثل صورة الأب مرشداً أخلاقيا مثل رواية (أن تقتل طائراً محاكياً ) لهاربر لي ، ففي هذه الرواية التي فازت بجائزة البوليتزر يؤثر الأب على طفليه و المجتمع تأثيرا ايجابياً كما يمثل هذا الأب مثلاً أعلى لطفليه و مجتمعه. على العكس من ذلك في رواية (دومبي و أبنه) لتشارلز ديكنز إذ يؤثر الأب تأثيرا سلبياً على ابنته و عائلته.
تهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على الروابط العائلية في روايتين و تبحث الدراسة أيضا دور الآباء في تشكيل أطفال أصحاء مما يؤدي إلى بنية صحيحة للمجتمع بشكل عام.