Preferred Language
Articles
/
aladabj-632
النزعة الرومانسية في العالم الافتراضي
...Show More Authors

حين انقضت الرومانسية منذ ظهورها في نهاية القرن الثامن عشر، بدا وكأن هذا التطور الفكري والفلسفي المهم، قد غاب لكنه لم يغب حقاً، فلقد ظلت الرومانسية في أَناشيد الشعراء وأفعال الفلاسفة والادباء حتى بعد أن أَفلت في الحياة الثقافية بشكلٍ عام. واذا كان من الصعب حصر كل مبادئ الرومانسية فأن الظاهر منها، والمتداول هو تأكيد الفردانية وحب التوحد مع الطبيعة وامكاناتها وموحياتها وكذلك تمجيد العاطفة، مقارنةً بالنزعة العقلية التي كان عليها كُتاب القرن السابع عشر، في منهجهم الكلاسيكي، غير أَن اللغة هي أهم ما قاله الرومانسيون وما أَثبتوه في أشعارهم وفي أعمالهم الفنية، ابتداءً من ودزروث ومروراً برموز الرومانسية الكبار.. فضلاً عن الفلاسفة المنظرين للرومانسية، حتى سميت فلسفة جان جاك روسو، بالفلسفة الرومانسية، وهي مفارقة توضح أبعاد هذه الظاهرة الكبيرة في الفكر العالمي.

ومع ظهور الإعلام الجديد.. وتطور تقنياته تطوراً مذهلاً ومتسارعاً، فأن الرومانسية تعود من جديد، ولكن برؤى مختلفة، يفرضها العصر ومنطقه.. فاذا كانت الرومانسية هي فلسفة التشخصن وحب الذات، والذوبان فيها فأن مواقع التواصل الاجتماعي، قد لامست هذا واقتربت منه كثيراً.. واذا كان الرومانسيون يقدسون الطبيعة اشجارها وجبالها وسهولها، فأنهم اليوم يقفون قبالة شاشات صغيرة لا تظهر فيها الطبيعة الا صامتةٌ، لا غاب يتوحدون فيه، ولا حفيف أَشجار وأَصوات، يتناغمون وإياها.. ومع ذلك فأن ملامح النزعة الرومانسية وُجدت في الإعلام الجديد. على وفق رؤية تقول: "إِنَّ المناهج تجدد نفسها، وإن الأَفكار يمكن أَن تعود، لكن العود الرومانسي اليوم، له أَكثر من دلالة ومن معنى، وإِن تقصيه في البحث الإعلامي، يمكن ان يكون سبباً في تجديد معارفنا ونقدها.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF