ان مسجد الكوفة يحتل مكانة خاصة من الجانب التاريخي والاثاري كونه من المساجد الاولى التي بنيت خارج الجزيرة العربية في الاسلام ، فضلا عما يمثله من مكانة روحية لكافة المسلمين في العالم بالوقت الحاضر ، وارتباطه بحوادث كبيرة شهدها التاريخ الاسلامي ، اضافة الى دوره الكبير والمتميز في تطور الحركة العلمية حيث كان لمسجد الكوفة دورا بارزا في التعليم كون المساجد في عصور مختلفة كانت مراكز للتعلم وطلب العلم ومثلت دور الجامعات في وقتنا الحاضر قبل انشاء المدارس العلمية المستقلة في العصر العباسي الاخير كما هو معروف. وانطلاقا من هذه الاهمية الروحية والسياسية والعلمية التي اتسم بها مسجد الكوفة تعرض للكثير من التجديد والتعمير والاضافات البنائية منها ما شمل المسجد باكمله وادى الى تغيير ملامحه العمارية ومنها ما اقتصر على بعض الاماكن منه . وفي وقتنا الحاضر تعرض المسجد لاعمال ترميم جزئية الا انها غيرت في ملامحه العمارية ومنها ما شمل المسجد باكمله مما ادى الى ضياع هويته التاريخية واهميته الاثرية كما سنلاحظ ذلك من خلال البحث . قسم البحث الى ثلاثة محاور مقدم لها بتمهيد عن تمصير مدينة الكوفة ، المحور الاول يتناول المسجد من التأسيس في العصر الراشدي الى نهاية العصر العباسي ، اما المبحث الثاني فينفرد لدراسة حالة المسجد خلال الفترة الايلخانية كونها التي اعتمدت كأساس للعمارة الحالية لذكرها بشكل مفصل من قبل الرحالة كما انها تمثل العمارة التي وصلت لنا بعض عناصرها العمارية ومنها لازال قائما كالسور الخارجي والابراج التي تدعمه ، والمحور الثالث خصص لدراسة العمارة الحالية .