Preferred Language
Articles
/
aladabj-586
عمارة المباني التراثية في النجف ودورها في تعزيز الهوية الوطنية
...Show More Authors

يمثل التراث الذاكرة الحية للفرد والمجتمع ، وهو الهوية الثقافية التي يتعرف بها الناس على خصوصية شعب ما ، أي أنه السجل الكامل للنشاط الإنساني في مجتمع ما ، وهو مظهراً من مظاهر الإبداع الفردي والجماعي للأمة خلال تاريخها الطويل ، أما الهوية الوطنية فتمثل شرطاً وماخاً في التراث الثقافي ، فهي سند الإبداع وشرط الإحساس بالذات والانتماء ، إنها ترتكز على شعور غريزي بالانتماء والمحلية ، وتظهر ملازمة للثقافة الخاصة في حدود ملامحها الأصلية التي تشكل حاملا للهوية الوطنية .

إن الحديث عن التراث العماري في مدينة النجف ، الذي يعد أحد الركائز الاساسية لتراث المدينة عبر العصور ، يعني الحديث عن المتغيرات في الزمان المتحرك ، والمكان الثابت . والنجف في خططها وعمارتها كواحدة من المدن التاريخية ذات النشأة الدينية كان عليها أن تستجيب في تخطيطها العماري إلى مجموعة من الحاجات والعوامل التي اثرت في نمط التخطيط وشكل المدينة وطرز عمارة المباني فيها .

ولغرض التعمق في الموضوع تم اختيارنا للبيت النجفي القديم كنموذج للعمارة المحلية ، وتم اختيار بيت (السيد علي الدامرجي) الواقع في محلة الحويش كنموذج لها ، لما يمتاز به من التكامل في العناصر التخطيطية والعمارية والإنشائية ، فضلا عن سعة مساحتها البالغة (380 م2) وحالته الجيدة ، إذ صنفته لجنة المسح التراثي لمدينة النجف بدرجة (أ) من حيث الحالة التراثية وحالة البناء .

توصلت الدراسة إلى أن عمارة المباني التراثية في النجف والبيت النجفي منها على وجه الخصوص ، امتازت ببعض الخصائص التي تكاد أن تكون منفردة بها ، إلا أن هذه الخصوصية لا تعني الانفراد بهوية مستقلة ، بل هي الخصوصية المحلية التي تتكامل في صورتها الكلية ضمن الهوية الوطنية للتراث العراقي ، فعلى الرغم من وجود تأثيرات مشرقية مختلفة ، فان البيت النجفي ظل محافظاً في تخطيطه الأساسي على طابعه التقليدي ، الذي يحاكي الطراز الحيري والعراقي القديم ، وهذا بحد ذاته يرسم صورة للتواصل الحضاري العراقي واصالته عبر العصور .

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF