يتضح من أغلب الدراسات النقدية التي استهدت أو حاولت الاستهداء بالمنهج البنيوي التكويني أنها فارقت المسارات النقدية للمنهج ويعود السبب الأول في ذلك إلى القراءة الخاطئة للمنهج إما بسبب قصور ذاتي في فهم نصوص المنهج وتفسيرها ومن ثم توظيفها المضطرب وإما بسبب قصور في الترجمة نفسها وفي مشكلاتها الكثيرة . أما السبب الثاني فيعود إلى تعمد التفسير الخاطئ لنصوص المنهج بسبب المتبنيات الايديولوجية للناقد . وأما السبب الثالث فيعود إلى عدم اطلاع كثير من النقاد على المهادات الفلسفية للمنهج واقتصارهم على معرفة أدواته الإجرائية حسب ، وهو ما أفقر دراساتهم النقدية كثيراً ، ذلك أن الأدوات الإجرائية لا تمثل إلاّ الجانب المرئي من المنهج ، أما الجانب غير المرئي الذي يضبط الجانب المرئي منه ويوجه مساراته المعرفية فهو المهادات الفلسفية التي انبثق منها والبيئة الثقافية في إطارها التاريخي التي تولد منها .