Preferred Language
Articles
/
aladabj-530
ادريس ودانيال "عليهما السلام" استنباط المضامين الفكرية والحضارية في ظل النصوص الدينية السماوية والأسطورية
...Show More Authors

عرف عن النبي ادريس (ع) الذي جاء ذكره في القرآن الكريم , وفي التوراة بأنه قد زامن نشوء الحضارات في الشرق الأدنى القديم , اي بعد وفاة آدم (ع) بحوالي 310 سنة وكانت بعثته نبياً سنة (4350 ق . م) وكان عمره حوالي 165 سنة , وقد عرف بشكل مؤكد بحسب المصادر التاريخية القديمة عند اليونانيين , والعبرانيين , واختلف في كيفية وفاته مع عدم غياب فكرة بأنه رفع إلى السماء ولم يمت ؛ لعدم حصول وفاته عليه السلام في الأرض اسوة بباقي البشر أي من حيث ثبوت الوفاة زماناً ومكاناً ؛ لكون الرواية الأقوى حول وفاته تشير إلى أن روحه الطاهرة قد تم قبضها في السماء الرابعة بحسب الروايات الاسلامية , وفيما يتعلق بالعراقيين والمصريين القدماء فأن ثمة طمس حقيقي لدوره نبياً , ومصلحاً , وباعثاً للحضارة , بسبب ؛ خفاء اسمه الصريح والذي جاء نتيجة واحدة من بين الاسباب المتمثلة بعدم صحة الترجمات للكتابات المسمارية والهيروغليفية العراقية والمصرية على التوالي , أو نتيجة تعمد علماء اللغات القديمة اخفاء حقيقته , أو لعله بسبب اعتماد كلا الحضارتين العراقية والمصرية القديمتان الاسلوب الأسطوري في تناول سيرته وافعاله ؛ وهذا الأمر دفع بنا إلى اعتماد اسلوب تحليلي تفسيري للأساطير والنصوص المترجمة عن كلا اللغتين القديمة ومطابقتها بطبيعة الأعمال التي قام بها النبي ادريس (ع) التي ورد ذكرها في الروايات الاسلامية للوصول إلى تأكيد ما إذا كان النبي ادريس (ع) هو المقصود بها , وقد توصلت دراساتنا إلى مطابقات لا يمكن في حالة رفضها أو عدم القناعة بها رفضها كلياً نتيجة تشابه اعمال النبي ادريس (ع) بالأعمال التي جاء ذكرها تاريخياً , أو أسطورياً , على ان من قام بها هم كل من "ايفيدورانكي Evédoranki" و "أوانيس" و "انكي/ايا" في حضارة العراق القديم , أو "مينا" أو "اوزير" في الحضارة المصرية القديمة , وقد تسنى لنا البت بحسب البحث إلى أن هجرة النبي ادريس (ع) تمت من العراق إلى مصر وليس العكس , وان قبض روحه الطاهرة قد تمت من مصر , والبحث بصورة عامة اعتمد التفسير على الرمزية وما ذاك إلا نتيجة فقد النصوص الكثيرة المتعلقة بهذا النبي وهي حالة ملازمة لمعظم الأنبياء عليهم السلام نتيجة للأسباب الآنفة الذكر ولعلها نتيجة , عدم اكتمال الحفريات الأثرية في مختلف المواقع الأثرية , أو لعله تلف مواد الكتابة.

اما فيما يتعلق بالنبي دانيال "ع" فأن نبوءته كانت تبشر بظهور المصلح العالمي وان هذا المصلح في ضوء المناقشات التي تمت على النصوص الواردة عن التوراة والانجيل ومن ثم عرضها على القرآن الكريم لقول الفصل فيها تشير إلى ان ما تنبأ به هذا النبي يقصد به الإمام المهدي المنتظر (ع) وان التحجج بان المقصود به الرسول الاعظم محمد (ص) عند طائفة من المسلمين او المسيح عيسى ابن مريم (ع) عند المسيحيين لا يمت إلى الواقع بصلة نتيجة مخالفة ذلك لنهج القرآن الكريم الذي كما مرَّ بنا قد بشرت آياته الصالحين من البشر بالعدل الإلهي والعيش الرغيد على الارض قبل الاخرة وأن فعل التنبؤ هذا يصب في رفد الحضارة بالأسس التي ينبغي على البشر كافة الوثوق بها وعلى رأسها الأيمان المطلق بحتمية احقاق الحق وان هذا يستلزم التسديد الإلهي متمثلاً بوجود القائد المصلح الذي انتجبه لتحقيق هذه الغاية وأن قمة رقي الانسانية الحضاري انما يكمن في الأيمان فلا حضارة بلا ايمان بحتمية انتصار قوى الخير على قوى الشر بمشيئة الله سبحانه وتعالى لذا كانت جميع الديانات السماوية والوضعية تشير إلى ضرورة خلاص البشرية , ونبوءة النبي دانيال (ع) احدى أهم البشارات المنضوية في خط سير صنع الحضارة البشرية جيل بعد جيل ؛ لأنها غرست في نفوسهم ضرورة الاستقامة املاً في تحقيق العدل والاسهام فيه ولولا التأكيد على حتمية الخلاص يقود لا محالة البشرية نحو التسافل القيمي الاخلاقي الذي لا محالة الد اعداء قيام الحضارات وديمومتها.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF