Preferred Language
Articles
/
aladabj-528
تسخير الكنيسة للدين من أجل إشعال فتيل الحروب الصليبية
...Show More Authors

تعد الحروب الصليبية الظاهرة الأبرز التي ميزت العصور الوسطى ، وقد مثلت مادة خصبة لأدبيات الباحثين الغربيين والمسلمين فتناولوا بالبحث والتحليل والاستنتاج أحداث حملاتها المتعددة ومن جوانب مختلفة، وذلك لما انطوت عليه من آثار وتحولات تاريخية كبيرة انعكست سلبا وايجابا على جانبي الصراع. لقد دأب مؤرخو الحروب الصليبية التقليدين على تسمية الحروب الصليبية بالحروب الدينية التي نشبت بحسب رأيهم لأسباب وغايات دينية بحتة تمثلت باسترداد بيت المقدس من سيطرة المسلمين السلاجقة، وانها انطلقت تحت رعاية الكنيسة، الا ان أغلب المؤرخين المحدثين يرون ان الأسباب الدينية كانت أحد العوامل المهمة التي أدت الى نشوب هذه الحرب لكنها لم تكن بمعزل عن عوامل أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية خاصة بالمجتمع الأوربي تضافرت مع بعض فكانت السبب الحقيقي لانطلاقة هذه الحروب ولم يكن العامل الديني الاّ أداة سُخرت من اجل التحشيد لهذه الحرب وأقناع بسطاء المؤمنين الأوربيين بسمو الدافع لهذه الحرب مستغلين عاطفتهم الدينية ليكونوا وقودا لها. وكان لخطبة البابا أوربان الثاني التي القاها في مجمع كليرمونت جنوب فرنسا سنة 1095م اثرها في نفوس المسيحيين المجتمعين هناك، اذ الهبت حماسهم بشكل كبير وأصابتهم بحالة هستيرية عبر عنها المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون بأنها "نوبة من الجنون" بعد ان أجج عاطفتهم الدينية بشكل كبير وأوصلهم الى قمة الحماس الديني، فكانت هذه الخطبة بمثابة الإعلان للحرب الصليبية على المسلمين، وبالفعل انطلقت على اثرها الحملة الصليبية الأولى 1096م نحو بلاد الشام والتي نتج عنها احتلال المنطقة وتأسيس عدة أمارات صليبيه هناك.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF