يتناول هذا البحث المتواضع موضوع الحروب والصراع الديني في امارة جبل لبنان خلال القرن التاسع عشر بين 1841-1861 اذ شهد جبل لبنان صراعاً طائفياً عرقياً بين اكبر طوائفه وهي الدروز المنتمين للمذهب الاسماعيلي الاسلامي وبين اتباع المذهب الماروني المسيحي الكاثوليكي هذان المذهبان اللذان عاش اتباعهما في جبل لبنان وباقي المقاطعات اللبنانية جنباً إلى جنب طوال قرون عديدة, وعمل الموارنة كفلاحين لدى اقطاعي الدروز ولاسيما في المقاطعات الوسطى من لبنان التي تسكنها اغلبية درزية وهي الشوف والمتن وكسروان منذ عام 1590 اي بداية عهد حكم امير الدروز الكبير فخر الدين المعني الثاني (1590-1635) وهو اول امير اسكن الموارنة في المناطق الدرزية وجعل منهم الفلاحين والجنود . الا ان تلك العلاقة اتجهت على نحو عكسي بعد دخول جيوش  محمد علي باشا والي مصر (1805-1848) إلى بلاد الشام عام 1831 اذ اصبح الموارنة من المؤيدين للحكم المصري على عكس الدروز الذين ساندوا السلطان العثماني في حربه مع المصريين فعمل ابراهيم باشا نجل محمد علي وقائد الجيش المصري باستخدام الموارنة لقمع الدروز المعارضين للسيطرة المصرية. وبعد خروج المصريين من بلاد الشام عام 1840 ابتدأ الصراع بين الدروز والموارنة . اذ شهدت امارة جبل لبنان ثلاث حروب اهلية بين الدروز والموارنة بين 1841 -1861 كانت اقواها دماراً هي الحرب التي بدأت عام 1860 وانتهت عام 1861 بعد تدخل الدول الاوربية الكبرى.