لم تكن رؤية أرسطو الواقعية في الأخلاق بعيدة عن واقع المجتمع اليوناني بكل تقاليده واعتقاداته؛ فهي بالإضافة الى هذا الواقع لم تغفل الواقع الخارجي والحياتي المعيش؛ فكان البحث الاخلاقي عند أرسطو يبحث في الفضائل الاخلاقية على وفق هذه الرؤية الواقعية.
والفضيلة لدى ارسطو بالمعنى الرئيس هي الاستعداد التام والتنفيذ الكامل لعمل ما؛ وهي الكيفية الاخلاقية التي تصيّر الانسان ليكون رجلاً خيراً حين يؤدي عمله الخاص في أكمل وجه.
يُقَسّم ارسطو الفضيلة على قسمين: الأول، عقلي يكون بالطبع وينتج وينمو بالتعليم ويحتاج إلى التجربة والزمان والثاني، أخلاقي مكتسب ينتج ويتولد من العادة والشِيَم. والفضيلة الاخلاقية هي حالة توازن طبيعي عقلاني وسطي بين الافراط والتفريط.
وحاولنا في هذا البحث انْ نوضح الغاية الأخلاقية لدى فلاسفة اليونان الأوائل مروراً بسقراط وأفلاطون وانتهاءً بأرسطو، وناقشنا الاختلافات الرئيسة في تفسير الفضائل بين نظرة سقراط وافلاطون وبين رؤية أرسطو، بالإضافة إلى رؤية أرسطو الواقعية في الفضائل الأخلاقية العملية والفضائل العقلية النظرية، من قبيل فضيلة الخير والعدالة والشجاعة والحكمة والتأمل.