كان للفكر الديني الاثر الكبير على المجتمعات الرافدينية القديمة, وعلى الرغم من أن اقدم المحاولات الكتابية في بلاد وادي الرفدين تعود الى منتصف الالف الرابع قبل الميلاد والتي ذكرت اقدم الالهة ألا أننا نجد بأن اقدم الشواهد على أثر الدين في المجتمعات تعود بأصولها الى تلك الأسر الزراعية الاولى التي مارست الزراعة والتدجين خلال العصر الحجري الحديث في حدود 6750ق.م, فضلا عن ذلك نلاحظ أن الفكر الديني كان المحرك الأساسي في نشوء وأبتكار القوانين أذ لا تخلو مقدمة أي شريعة من ذكر الالهة وكيف أن الفضل يعود للأخيرة في تشريع القوانين. قسم البحث على عدة محاور, تمركز المحور الاول حول فكرة خصوبة الارض ودور ما تسمى (الإلهة الأم) في زيادة الخصوبة ووفرة الناتج الزراعي, وجاء المحور الثاني ليؤكد على الالهة ودورها في صياغة القوانين, المحور الثالث عزز فكرة المعبد كونه نواة المدينة ومركزها الروحي وأثره في نشوء المدن, المحور الرابع خصص حول نظرية التفويض الالهي في الحكم وأختيار الالهة من يمثلها على الارض, أما المحور الخامس خصص لفكرة الزواج المقدس وديمومة الربيع فيما خصص المحور السادس لدراسة ممارسة الدفن وعقيدة ما بعد الموت والالهة العالم السفلي, المحور الاخير يناقش ظاهرة تعدد الالهة وما مثلته من ظاهرة عبادة الظواهر الطبيعية.