يُعَد كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاريت (ت ٧٦١ هـ) هـ) من أبرز المؤلفات في النحو العربي، إذ تناول فيه قضايا نحوية متعددة، وخصص جزءًا منه للرد على آراء بعض النحاة السابقين. ومن بين هذه الردود، تبرز"الجهات العشرة" التي استخدمها ابن هشام منهجية في مناقشة بعض المفاهيم النحوية وتصحيحها. إذ بيّن فيها الأخطاء التي ينتهجها المعربون في الإعراب، ولم تكن ردود ابن هشام على النحاة مقتصرة في كتابه مغني اللبيب، بل كادت تشمل أغلب مؤلفاته ومن بينها كتابه حواشي ابن هشام على التبيان للعكبري، والمراد من دراستي هو توجيه ردود ابن هشام في هذا الكتاب على وفق الجهات العشرة التي ذكرها في مغني اللبيب، وفي هذا المبحث سنذكر المسائل التي اختلف فيها ابن هشام على العكبري على وفق جهة من الجهات التي أشار إليها، وهي: (أن يخرج على خلاف الأصل ,أو على خلاف الظاهر لغير مقتض)، إذ بيّن فيها ابن هشام أخطاء العلماء في تقدير المحذوف.