يعد جان بابتيست كولبير من الشخصيات الفرنسية المهمة في القرن السابع عشر، فقد شغل منصب المراقب العام للمالية (1661-1683) ووزير الدولة للبحرية (1668-1683) في عهد الملك لويس الرابع عشر، أوصى به الكاردينال مازارين قبل وفاته إلى الملك لويس الرابع عشر، الذي سرعان ما منح كولبير ثقته. ومنذ ذلك الحين، كرس كولبير قدرته الهائلة على العمل لخدمة الملك في شؤونه الخاصة وفي الإدارة العامة للمملكة، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها كولبير في سياسة التبذير المالية للملك لويس الرابع عشر فقد استطاع من الحفاظ على قدرت فرنسا المالية كما ونفذ برنامج إعادة البناء الاقتصادي الذي ساعد في جعل فرنسا القوة المهيمنة في أوروبا، واسهم بشكل كبير في صعود فرنسا على الساحة الدولية.
أصبح كولبير بعد موت مازارين ملازم للملك لويس الرابع عشر، وكانت باكورة أعماله إصلاح مالية الدولة، فقد طَرَدَ من الخدمة كل من عُرِفَ بالخيانة في جباية الضرائب، وفرض رسوماً غير مباشرة على البضائع حتى يتوزع عبء الضرائب على جميع الطبقات وليست الطبقة العامة، وخفف من الضرائب المباشرة على الأرض ليخفف العبء المالي على الفلاحين، وأصلح الطرق ووسائل المواصلات، وأوْلى عنايةً كبيرةً للحركة الاقتصادية بتشجيعه التجارة والصناعة، فأخذ يكافئ المخترعين، ويقدم المُنَح لمن يقدم على مشاريع تجارية جديدة، كما شجّع العمال الأجانب على العمل في فرنسا.