تعتبر القواميس الورقية ثنائية اللغة مفيدة جدًا في عملية الترجمة لكنها ممكن ان تولد بعض الصعوبة، لأنها لا توفر تعريفات وتقتصر على مكافئات غير محددة. وهذا يعني أنه عند البحث عن كلمة معينة، غالبًا ما تكون هناك بعض البدائل الممكنة. وتتولد الصعوبة لدى أولئك الذين لا يمتلكون خبرة في استخدام المكافئات المختلفة في اللغة المستهدفة، أو كيفية ربطها بالسياق. وهذه هي المشكلة التي يواجهها العديد من الطلبة المترجمين في اقسام الترجمة في الجامعات العراقية لأنهم ليسوا مؤهلين بما يكفي لتحديد البديل الأكثر قبولًا. لذلك، فإنهم يستهلكون الكثير من وقت الامتحان بالتركيز على ترجمة الكلمات الفردية، أي أن عملهم الإجمالي يفتقر إلى التماسك. حيث يمكن أن يساهم هذا الافتقار إلى النهج النظامي لتصفح واستخدام القاموس المتبع في الامتحانات سلبًا على جودة ترجماتهم.
تتناول الدراسة قيد البحث مثل هكذا مشكلة وخصوصا عند ترجمة خاصة الخطاب الأدبي. كما هو الحال في الدراسة التي انجزتها AlFayez (2023)، تشجع دراستنا على اتباع نهج هجين، وهو النهج الذي يسمح باستخدام القواميس الورقية، ولكن مع تعديل مفيد في الإجراء؛ لا يسمح باستخدام القواميس إلا في الثلث الأول -وليس النصف الأول- من الوقت المخصص للامتحان. وبعد ذلك، تُسحب القواميس ويتعين على الطلبة إكمال اجابتهم اعتمادًا على معرفتهم. وتوصلت النتائج إلى أن الترجمات التي تم إنتاجها في ثلث الوقت المخصص لاستخدام القواميس كانت أكثر تماسكًا ودقة وملاءمة أسلوبيًا مقارنة بتلك التي تعتمد على القواميس لنصف الوقت. وتؤكد النتائج على أهمية إدارة الوقت والاستخدام الفعال للقواميس في تحقيق ترجمات عالية الجودة، مؤكدة أن الاعتماد المفرط على القواميس يمكن أن يعيق التماسك وجودة الترجمة بشكل عام.