أن مجتمعنا العربي ومجتمعنا العراقي بصورة خاصة فهو بحاجة الى الجدل والتفكير النقدي (النظرية النقدية) والى هذا اللون من التفكير، وهذا اللون من التفكير ماأكد عليه ماركوزه في كتابه (العقل والثورة) لا يهدف لإحياء فكر هيجل بقدر ما هو أحياء ملكه عقلية يخشى عليها من خطر الضياع الا وهي القدرة على التفكير السلبي (المقصود بالسلبي: هي النظرة إلى منظومة القيم والأخلاق الغربية بالسلب كونها منظومة لا أخلاقية) إذ لم تكن لدينا القدرة على (التفكير السلبي) حول الكثير من القضايا والظواهر السلبية الغربية الدخيلة على المجتمع العراقي خصوصاً بعد عام 2003 وانما كانت هناك فكرة اعجاب وانبهار بالمحتوى الغربي الهابط والخضوع وأصبح كلمه (السلب او النظرة السلبية) في مجتمعنا ترادف الذل والخنوع والرضا والاستسلام وهي تخلو من كل ايجابية وفاعلية وأرادة وليس النظرة السلبية بمعنى النقد اللاذع والتدخل الارادي والفاعلية الايجابية لا من اجل انكار موضوع ما فحسب بل وربما إجتثاثه من جذوره ايضاً ونلاحظ النظرة السلبية للدول العربية اتجاه (قضية غزة وأبادتها) حيث أن الدول أخضعت واستسلمت للغرب المستعمر من أجل مصالحه. فلا بد من احياء ملكه السلب (النقد) التي ضاعت لدينا تماماً فكل حياتنا ايجاب وقبول لا نعرف شيء عن السلب قط، فالسلب دليل على استقلال الفرد لكيانه وتقدمه ولهذا كان الفكر النقدي (الجدلي) هو الفكر الذي يتفق مع الديمقراطية في الحياة السياسية , ولابد من التخلص من الجمود وخمول العقل الذي يدل على بخل الانسان المثقف الذي اصبح عبداً للثقافة والمدنية الغربية او الثقافة السابقة أما بسبب العقم الفكري او التفكير في المصلحة الشخصية، فلا بد من اللجوء الى العقل الجدلي ونحن نعيش في مجتمع عصري لأنه يساعدنا على بناء المعرفة كلها، لان هناك الكثير من المعارف والمعلومات لا تكون موضع سؤال تتحول في النهاية الى عقبه أبستمولوجيا تعوق تقدم المعرفة.