زخرت رواية (دوامة الرحيل) لناصرة السعدون بتجسيد الصراعات النفسية والفكرية لابطال هذه الرواية وشخوصها ، والمواقف الحياتية ازاء الاخر المختلف بالدين او المذهب او الانتماء الوطني ، ولاسيما انها تعالج مرحلة خطرة من مراحل العراق بعد الاحتلال الامريكي له،  وما شهده من صراعات مذهبية وانتمائية فضلا عن حالة الفوضى التي عمت البلاد في اول مراحل ذلك الاحتلال ، مما شكل ازمة مستحدثة طفت على الساحة العراقية وهي ازمة الانتماء والاختلاف الفكري والتفسير المتصادم لمفهوم الانتماء والوطنية، الامر الذي دفع بطلة الرواية الى مغادرة العراق بعد سلسلة من الانكسارات والخسارات لتنتقل للعيش الى امريكا وفقا لما اقتضته منظمة الهجرة، وهنا تصطدم بثنائية جديدة وموقف رافض للاخر المحتل الذي فرض عليها ان تكون جزءا من مجتمعه، لكن بقيت صورة الجندي المحتل هي الصورة العالقة في ذهنها مما شكل حالة اغتراب ونفرة سعت جاهدة الى مغادرتها حالما تتوافر الفرصة المناسبة لذلك ، لذا كانت تلك  البلاد مكانا طاردا لها سعت لمغادرته ، اولا لما تعزز في تفكيرها من رفض لكل امريكي من وجه نظرها هو محتل  وان لم يكن جنديا في ذلك الجيش، وان ابدت بعض مشاعر التعاطف والالفة مع فئات معينة، اما لكبر سنهم او لجذورهم غير الامريكية، وثاني اسباب تلك المغادرة هو الهروب من مشاعر انسانية بدأت تظهر ازاء مواطن منهم – امريكي - وان كان يبدو عليه الاختلاف الفكري مع صناع الحروب لكن يبقى الاختلاف الديني الذي يشكل هوية المواطن العربي المتبقية له خارج اسوار وطنه هي الوازع الاخير والمتبقي لذلك الانتماء الافتراضي للوطن .