تتناول رواية “غاسل الجثث” للروائي ذو الأصل العراقي سنان أنطون الأحداث السياسية والاجتماعية والكوارث التي وقعت في العراق خلال الثلاثين عامًا المنصرمة، وتختتم بانتقاد الحروب والغزو الأمريكي للعراق وتداعياته. هناك تزايد في الأبحاث والنقد حول الرواية، مستوحاة من عنوان الرواية الذي يطغى على العديد من استقصاءاتها الموضوعية وتضميناتها الجمالية. أنها تطرح موضوعات حيوية ومهمة. من بينها توجد إشكاليتان مهمتان: التاريخ العراقي المعاصر بكل غموضه من جانب وتطوراته بين الماضي والحاضر من جانب اخر. يستكشف هذا البحث هذه المواضيع كما وصفها وشرحها الروائي. اضافة على ذلك لابد من التأكيد بأن سنان أنطون يقدم تفسيرًا معقولًا للتاريخ الحديث للعراق ويولف بين أفكار ومعلومات والتحليلات منطقية في سبيل عرض سردية تقف بوجه الخطاب الاستشراقي الجديد المنتشر في الولايات المتحدة الامريكية وأوربا. يبدأ الكتاب بحرب إيران والعراق، وينتهي بالغزو الأمريكي، ويركز على الأسماء والتواريخ والأماكن الحقيقية، ويتطرق الى عوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية التي تأثرت بالحروب والعقوبات الاقتصادية والطائفية والغزو الامريكي. تتردد هذه التفاصيل والانتقادات عند الكتاب والنقاد غربيون الذين يصلون إلى نفس التصورات التي يطرحها أنطون. نوام تشومسكي، إريك ألترمان، وهال براندز من بين آخرين يشيرون إلى المحن الاجتماعية والسياسية التي جلبتها الولايات المتحدة إلى العراق. يقوم الكاتب بقص ما يحدث باستخدام لغة شعرية ووسائل أدبية أخرى. تتناول هذه الورقة الأساليب الأنطونية والتاريخية وتحللها في ثلاثة أقسام. بعد تقديم الروائي للقراء وسبر العناصر الرئيسية للعمل، يتتبع القسم الثاني أفكار أنطون حول "العراقيين" في الماضي؛ بينما يكتشف القسم الثالث ما يحدث "للعراقيين" في الحاضر.