انّ کتاب «الادب الکبیر» من أبرز الکتب التي انشأها ابن المقفع، وکان له دور کبیر فی تعریفه للعالم العربي، وبیان مستواه الفني والبلاغي لدی الأدباء، ونظرا إلی ما احتواه من قيمة فنیة وتاریخیة وأدبیة وعلمیة قررنا ان نسلط الضوء علی الکتاب لنکتشف أبرز وظائف العنوان بناءا علی المنهج التداولي.

انتهی البحث إلی عدة نتائج تمثلت في ان الکتاب تمیز بعدة سمات فنیة وفق منظور التداولیة لاسیما فی وظائف العناوین، إذ کان للعناوین في کتاب الأدب الکبیر دلالة هامة متعددة، دارت حول قضایا عدیدة اجتماعیة وسیاسیة، وهی تحمل نوعین من الدلالة هی الوظیفة الوصفیة والوظیفة الاغرائیة. کانت الوظيفة الوصفیة تحول دور العناوین التي تختص بالسیاسة فدار حول التعامل مع السلطان وضرورة الاحتراس منه واسلوب التعاطي معه والتعریف بطباعه وما یحب علی السلطان نحو رعیته، الاعتناء بالأمور الکبار بدل الصغار، وأنواع الملك، تفویض الأمور لذوي الکفاءة، تفقد الرعیة، ما یتطلبه السلطان من أمر الدنیا.  وکثیرا ما تجلت الوظیفة الاغرائیة في خطاب الأديب للناس للتعامل مع عالمهم والوالي والاصول التي یجب ان یسيروا علیها تمثلت في: صحبة الوالی بحذر، عدم مسألة السلطان، التحذیر من غضب الحاکم، الترفق بحاشیة السلطان وزمرته، تحمل الاختلاف، تصحیح النصیحة للسلطان، طاعة الملوك، التأدب بالعلم، التحلي بالتواضع، تجنب الکذب والافتراء