هناك توافق عام على أن الأشكال الحضرية المدمجة تمثل مستقبلًا أكثر استدامة خلال الثلاثين عامًا الماضية. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة قضايا معقدة تتعلق بالبيئة الحضرية، مما قد يؤدي إلى سياسات تكثيف حضري تحقق نتائج لا تتماشى مع أهداف إنشاء مدن أكثر استدامة. بدلاً من الاعتماد على حل واحد، هناك حاجة لفهم أن المستقبل الحضري سيكون متنوعًا، ويجب اعتبار التكثيف الحضري وسيلة لتحقيق الشكل الحضري المستدام.
علاوة على ذلك، من المرجح أن تنجح سياسات التكثيف عندما تتكيف مع المشهد الحضري الحالي في الأحياء المستهدفة. ومع ذلك، لا تشير الأدبيات الحديثة إلى العودة إلى زحف العمران. من خلال التركيز على نطاقات أصغر، يمكن للتصميم الحضري معالجة الانتقادات المتعلقة بجدوى المدينة المدمجة، مع تسليط الضوء على التغييرات الثقافية والسياسية والاجتماعية والمؤسسية الجذرية اللازمة للابتعاد عن الزحف العشوائي الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من التنمية الحضرية على مدى العقود الخمسة الماضية.
يستكشف هذا البحث تأثير التكثيف الحضري على تحقيق أهداف الاستدامة في المدن، حيث يُعتبر التكثيف استراتيجية فعالة لتحسين كفاءة استخدام الموارد البيئية وتعزيز جودة الحياة. يبرز البحث أهمية التكثيف كأداة ضرورية لتحقيق الاستدامة الحضرية، مشددًا على ضرورة اتباع نهج متوازن يجمع بين الفوائد البيئية والاجتماعية والاقتصادية لضمان مستقبل حضري مستدام.
تم تطبيق الإطار النظري على نموذج مدينة عالية الكثافة، وهي أمستردام، لتسليط الضوء على كيفية تحقيق هذه الأهداف في السياق العملي. يشمل البحث تحليلًا لسياسات التكثيف والممارسات المتبعة في أمستردام.