هدفت الدراسة إلى استكشاف تجارب الأسر الإماراتية في التعامل مع أبنائها المدمنين على المخدرات، وتحديد مستوى وعيهم بأساليب التعامل السليم مع هؤلاء الأبناء. كما سعت الدراسة إلى تقييم مدى تقبل الأسر لأبنائها المدمنين وتحديد التحديات التي تواجههم في تقديم الدعم، إلى جانب استعراض دور مراكز العلاج في دعم هذه الأسر. اعتمدت الدراسة على منهج دراسة الحالة باستخدام مقابلات نصف موجهة مع عينة قصدية مكونة من 16 فردًا من أسر المدمنين الذين يتلقون العلاج في مركز إرادة للعلاج والتأهيل بإمارة دبي.

كشفت النتائج عن حاجة الأسر إلى مزيد من الوعي والتثقيف حول كيفية التعامل مع الأبناء المدمنين، سواء قبل بدء العلاج أو بعده، حيث تبين أن الأسر تعاني من ضعف في تقبل أبنائها المدمنين، خاصة في المراحل الأولى من اكتشاف الإدمان. كما واجهت الأسر عدة تحديات أبرزها: قطع المصروف، إجبار الأبناء على الابتعاد عن أصدقاء السوء، تقديم الدعم العاطفي والنفسي، والوصم الاجتماعي المرتبط بالإدمان. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة فعالية برامج العلاج والتأهيل التي يقدمها مركز إرادة، والتي نالت استحسان الأسر من حيث جودة الرعاية والبرامج المقدمة.

أوصت الدراسة بتكثيف حملات التوعية بمخاطر الإدمان، تستهدف الأسر والطلاب في المدارس والجامعات، وتوجيههم نحو كيفية اكتشاف الإدمان والتعامل معه. كما شددت على ضرورة إشراك أولياء الأمور في جميع مراحل علاج الأبناء، وتقديم الدعم اللازم لهم خلال فترة التأهيل.